
من تراث المبدع : يوسف زيدان
عاش الأبشيهى (شهاب الدين محمد بن أحمد، المتوفى 850 هجرية فى العصر الذى كثرت فيه مجالس السمر بقصور الأمراء والوزراء ولذلك كثرت فى هذا العصر كتب الطرائف وجوامع الأخبار والملح والنوادر .....
ومن هذه الكتب، كتاب الأبشيهى (المستطرف فى كل فن مستظرف) وهو يقع فى 84 باباً، فى كل باب أكثر من فصل، فمن أبواب الكتاب الباب 76 المخصص للنوادر .. ومنه نقرأ:
ذهب أحد الأعراب ليتعلم الحديث النبوى من الإمام سفيان بن عينة، فلما انقضت مدة ... سأله الإمام: ما أعجبك أيها الأعرابى من الأحاديث ؟
قال:
ثلاثة أحاديث، حديث عائشة رضى الله عنها عن النبى ( أنه كان يحب الحلوى
والعسل، وحديث (إذا وضع العشاء وحضرت الصلاة فابدأو بالعشاء) وحديث (ليس من
البر صوم فى السفر) .
وحضر أعرابى مجلس قوم فتذاكروا قيام الليل، فسألوه: هل تقوم الليل ؟ فقال: نعم . قالوا: ماذا تصنع ؟ قال: أبول وأرجع أنام .
وسكن بعض الفقهاء فى بيت سقفه يقرقع فى كل وقت، فجاءه صاحب البيت يطلب الأجرة فقال له، إصلح السقف أولاً فإنه يقرقع" قال صاحب البيت "لا تخف فإنه يسبح الله قال الفقيه: أخشى أن تدركه رقة فيسجد .
وادعى النبوة رجل فى زمن المأمون، فسأله المأمون "ما علاقة نبوتك" قال له: إنى أعلم ما فى نفسك ! فقال له: وما الذى فى نفسى ؟ قال: فى نفسك أنى كاذب ! فأمر المأمون بحبسه فترة ثم أخرجه وقال له: هل جاءك الوحى ؟ قال الرجل: لا، لأن الملائكة لا تدخل السجون ....
وأتى بامرأة تدعى النبوة فى أيام المتوكل فقال لها اتؤمنين بمحمد ؟ قالت: نعم . قال: "فإنه قال لا نبى بعدى " قالت: لكنه لم يقل: لانبية بعدى .
وسمعت امرأة أن صوم يوم عاشوراء كفارة سنة كاملة، فصامت إلى الظهر ثم أفطرت وقالت: يكفينى كفارة ستة أشهر منها شهر رمضان.
0 التعليقات لموضوع "بعض من كتابات المستطرف في كل فن مستظرف ......"
الابتسامات الابتسامات