رائحة الشمس ... د. محمد المخزنجي



ما نحن - الرجال - إلا أطفال أمهاتنا... مهما كبرنا أو استطلنا تظل أمهاتنا حاملات أسرار لمعجزات نظل نرتجيها... ولقد كانت معجزة أمي أنها تخبئ بعضا من الشمس في ثيابنا المغسولة.



سأظل أتذكر أنها كانت تجمع الغسيل بعد جفافه عندما تبدأ الشمس رحلة هبوطها بعد العصر، وعلى الكنبة التي بركن الصالة ترتفع كومة الثياب النظيفة.

وفي هذه الكومة كنت ألقي بنفسي لأغرق في رائحة الشمس، فلقد كانت الثياب النظيفة تلك تمنح أنفاسي رائحة لم تكن في وعيي غير رائحة الشمس راحت كومة الثياب عن كنبة الصالة وغابت إلى الأبد.


وكبرت أنا إلى حد أنه حتى لو ظلت الكومة ما كنت وأستطيع أن ألقي بنفسي فيها.وكل ما أستطيعه الآن هو أن أوصي زوجتي بأن لا تجمع الغسيل المنشور إلا بعد العصر , وبزعم أنني أساعدها في جمع الغسيل ألتقط قطعة منه وأغرق وجهي فيها.



تضحك زوجتي قائلة: "كف عن الوسوسة"، تحسبني أتشمم الغسيل لأتيقن من نظافته، فهي لا تعرف أنني أبحث عن معجزة من كانت تخبئ بعضا من الشمس في ثيابنا أبحث عن عطر أمي.

 أبحث عن معجزة من كانت تخبئ بعضا من الشمس في ثيابنا أبحث عن عطر أمي.


من القصص القصيرة لـ  (  د. محمد المخزنجي )
تنويه : الصور والفيديوهات في هذا الموضوع على هذا الموقع مستمده أحيانا من مجموعة متنوعة من المصادر الإعلامية الأخرى. حقوق الطبع محفوظة بالكامل من قبل المصدر. إذا كان هناك مشكلة في هذا الصدد، يمكنك الاتصال بنا من هنا.

مدونة سلسبيل

مدونة الكترونية عربية ثقافية نجتهد من خلالها في طرح كل ما هو قيم وراقي ... محمد سليم خفاجي

0 التعليقات لموضوع "رائحة الشمس ... د. محمد المخزنجي"


الابتسامات الابتسامات

:)
:(
hihi
:-)
:D
=D
:-d
;(
;-(
@-)
:P
:o
:>)
(o)
[-(
:-?
(p)
:-s
(m)
8-)
:-t
:-b
b-(
:-#
=p~
$-)
(y)
(f)
x-)
(k)
(h)
(c)
cheer